السعودية .. أمام مزيد من الابتزاز الأميركي ـ أحمد زين الدين

الأربعاء 27 شباط , 2019 01:26 توقيت بيروت أقلام الثبات

أقلام الثبات

تشعر مملكة الكاز الكبرى في الخليج العربي بخيبات أمل كثيرة من حليفها وداعمها الكبير الولايات المتحدة الأميركية، لأن كل الوعود التي اغدقها دونالد ترامب على الأمير محمد بن سلمان ذهبت ادراج الرياح.

من الوعود التي جعلت الأمير الشاب يحلق في احلامه أنه سيكون الملك الأقوى والاغنى والأكثر نفوذاً في المنطقة، وربما في العالم.

وعود عديدة اغدقت على الأمير الحالم،

- قطر ستكون جزاً من مملكة جده عبد العزيز.

- مؤازرة هامة ميدانياً ولوجستياً وفضائياً في عملياته الحربية ضد اليمن.

- نظام في سورية سيكون خاضعاً لارشاراته اينما كان في الرياض أو جدة أو مكة أو حتى على متن يخته الذي اشتراه بسعر خيالي يفوق قيمته الفعلية.

- نظام في العراق لا يقطع شعرة إلا بأخذ رضا ومباركة خادم الحرمين المستقبلي والشاب.

ماذا تحقق من كل ذلك؟

فقط هو مئات المليارات التي اغدقها الأمير الشاب على واشنطن.

اما عن انتصارات ميدانية وسياسية في الوعود التي قطعت له، فلا شيئ البتة.

في قطر، خابت اوهام الأمير، لا بل اتضح أن امارة الغاز الكبرى هي تحت مظلة الحماية الأميركية والتي دخلها أيضاً العدو اللدود للمملكة، رجب طيب اردوغان، وصار جنود الانكشارية الجديدة على حدود السعودية تماماً.

الحرب على اليمن، ها هي تدخل عامها الخامس ومملكة الكاز تغرق في وحول البلد الصعب والمستحيل اكثر فأكثر، فلا تعرف كيف تتابع الحروب ولا كيف تتراجع، في وقت يتصدع حلفها العدواني الذي انشأته، فتنسحب المغرب منه، ويغرق عمر حسن البشير في ازماته الداخلية التي يبدو أنه لن يخرج منها سالماً، في وقت عاد الآف الجنود السودانيين في الوحول اليمنية جثثاً في صناديق خشبية.

اكثر من ذلك، فإن واشنطن لم تعد ترى في حليفها العربي – الصحراوي وبائع الكاز الكبير، حليفاً يمكن الوثوق به، فجيشها تبين أنه لا يملك ادنى خبرةقتالية، وبدا عاجزاً بطريقة مروعة في التضاريس اليمنية، والأميركيون أيضاً مذهلون من أن جيشاً خضع ضباطه لدورات عسكرية في أهم المعاهد والكليات العسكرية في العالم، وتصرف عليه مئات المليارات من عملة العم سالم الخضراء، لم ينتج أي ضابط لامع في الميدان .. في وقت يبدو في  الجندي اليمني بوضعه الفقير والبائس صاحب كفاءة عالية ومقدرة فائقة تشبه الاعجاز.

اما العراق، فإن السعودية وزعت المال يميناً وشمالاً، وأرسلت إلى بلاد الرافدين  وبلاد الشام عشرات الآف الإرهابيين التكفيريين، فإنها لم تستطع أن تحقق نصراً واحداً.

وفي سورية، ها هي الدولة الوطنية السورية تبدو واثقة واكثر قدرة وبات نحو 80 بالمئة من المساحة السورية تحت سيطرة قبضة الدولة الوطنية السورية والرئيس بشار الأسد وبشكل عام النظام يستعيد قوته.

ماذا بعد؟

كثيرة خيبات الأمير محمد بن سلمان، من فشل محاولته مع رئيس حكومة لبنان سعد الحريري، إلى فضيحة نشر جمال الخاشقجي إلى هزيمته في اليمن وسورية، ربما النجاح الوحيد كان في سجن عدد كبير من ابناء عمومته الامراء، ورجال الاعمال، وانتزاع بضعة عشرات أو مئات المليارات منهم ليس إلاّ.

الأمير الذي لا حدود لطموحه، يبدو أنه يناطح الهواء أو المستحيل، فهاجس أن يكون وريث جده المؤسس الحقيقي، "فارس الصحراء" وفقاً للقب الذي أطلقه اللبناني أمين الريحاني عليه، يتبدد هباء، اما الهاجس الذي يسكنه باقامة "الامبراطورية السعودية" فإنه يراه امامه يتلاشى، وخصوصاً في ظل القلق الذي بات يسيطر عليه من نوايا واشنطن، التي يبدو أنها غير مكترثة بطموحات الأمير الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، رغم كل ما قدمه لها ولاسرائيل، سواء باعلانع العداء لإيران، وللمقاومة واللبنانية والفلسطينية وانخراطه بما يدعى "صفقة العصر".

وهنا يطرح السؤال، هل زيارات محمد بن سلمان إلى الصين والهند والباكستان وروسيا هي توجيه رسالة أو رسائل إلى واشنطن؟

ثمة حقيقة لا بد منها، وهي أنه من الصعوبة على ولي العهد السعودي الاستدارة نحو اسيا، دون أن يتسلق الهضاب الايرانية، وهذا ما لن تسمح به واشنطن، وبالتالي، فثمة مزيد من الابتزاز الأميركي للأمير الطموح.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل