طوبى لمن كان قلبه سليماً ..

السبت 02 شباط , 2019 11:12 توقيت بيروت إسـلاميــّـــات

الثبات ـ إسلاميات

طوبى لمن كان قلبه سليماً، وسلامة القلب صفاؤُه ونقاؤه ووفاؤه، والصَّفاء خلوٌّ من المعكِّرات كالحقد والحسد والكراهية، وأما النَّقاء فاستعدادٌ لتقبُّل الطيبات من الصفات كالمحبة والمودة والرحمة والرأفة، في حين أنَّ الوفاء استجابةٌ لنداء الفطرة في مَنحِ مَنْ يستحق الصفة الإيجابية حقَّه في وصفه بها، والتوقُّف في منح من لا يستحقُّ الصفة الإيجابية الصِّفة السَّلبية، فلعله يؤوب أو يتوب، ولأنَّ الشرَّ عارض والخير أصيل ثابت، والمهم في قضية سلامة القلب أن لا يصدُر عن قلبك إلا السَّليم سواء أقابلك من قابلك بالسلم أو بعكسه أو بضدِّه أو بنقيضه، ولهذا قال القرآن الكريم: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنَّه وليٌّ حميم).

وقال صلى الله عليه وسلم: "صِلْ مَن قطعك، وأعطِ من حرمك، واعفُ عمَّن ظلمك"، ولطالما تعوَّذ النبيُّ من فتنة الصَّدر حين يقول: "اللهم إني أعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من سوء العمر، وأعوذ بك من فتنة الصدر، وأعوذ بك من عذاب القبر"، وقد قيل للمصطفى صلى الله عليه وسلم: أيُّ أناسٍ أفضل ؟ قال: كلُّ مخموم القلب، صدوق اللسان. قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : "هو التَّقي النَّقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غِلَّ ولا حسد"، وها هو ذا الرجل الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة ثلاث مرات في ثلاثة أيام فسأله عبد الله بن عمرو بن العاص عن سبب ذلك فقال: هذا الرجل "ليس ثمة من شيءٍ إلا أني لا أجدُ في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشَّاً ولا أحسد أحداً على خيرٍ أعطاه الله إياه". فاللهم قلباً سليماً نلقاك به وقد أكرمتنا به.


مقالات وأخبار مرتبطة

عاجل